أبحاث جديدة تؤكد مخاطر تعاطي الكحوليات
المصدر : رويترز
الكحول والتدخين يؤديان لأكثر من 16 نوعا من أمراض السرطان
أكدت دراسة علمية أجرتها الجمعية البريطانية لأمراض السرطان على أن الكحول والتدخين مجتمعين أو كل على انفراد يؤديان إلى الإصابة بأكثر من ستة عشر نوعا من أمراض السرطان.
وبحسب تقرير لمجلة در شبيغل الألمانية فقد تناولت الدراسة نتائج خمسين بحثا علميا أجريت على ما يقرب من 150 ألفا من النساء تبين من خلالها أن نسبة كبيرة من اللواتي يتعاطين الكحول منهن تعرضن للإصابة بعدة أمراض سرطانية في مقدمتها سرطان الثدي.
وبينت الدراسة بأن النساء المدخنات قد يتعرضن للإصابة بأمراض سرطانية متنوعة أخرى بالإضافة إلى سرطان الثدي منها سرطان الرئة وسرطان الرحم.
والجدير ذكره ما أكده تقرير حديث أصدره المعهد الأميركي لبحوث السرطان، أن تناول كميات وافرة من الخضراوات والفواكه يعتبر من أهم الطرق الغذائية لتقليل خطر الإصابة بسرطان المثانة.
وحذر التقرير الذي يوضح دور الغذاء في مكافحة السرطان، من الإفراط في استهلاك الشاي الأسود والقهوة لأكثر من خمسة فناجين يومياً.
وأفاد أن تدخين التبغ من أهم العوامل الرئيسية التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المثانة، مشيراً إلى أن انتشار طفيليات معينة في المناطق الاستوائية والمدارية قد يكون مسؤولاً عن ظهور العديد من حالات المرض.
ويقول الباحثون إن استهلاك أغذية بالخضراوات والفواكه وتجنب تعاطي التبغ والكحول لا يقللان فقط خطر الإصابة بسرطان المثانة فقط بل يساعدان أيضاً في لوقاية من أمراض سرطانية أخرى، منوهين إلى أن أسباب زيادة انتشار سرطان المثانة في الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة لم تتضح بعد.
ومن جانب آخر وحول مضار تعاطي المشروبات الروحية، تقول دراسة أجريت في جامعة ولاية واشنطن الأميركية إنه ربما يكون هناك علاقة ما بين الشرب وسرعة نمو الإصابة بالسرطان. وأعطيت فئة من الفئران مصابة بأورام سرطانية سعرات حرارية مشتقة من الكحول.
ووجد العلماء أن الفئران التي أعطيت الكحول فقدت دهون جسمها وماتت نسبة كبيرة منها بالقياس إلى الفئران التي لم تعط أغذية تحتوي على الكحول.
وقال البروفيسور غاري ميدوز الأستاذ في جامعة واشنطن: "إن الكحول يسبب خسارة دهون الجسم في الفئران المصابة بأورام. وكان هذا السبب في موت كثير من هذه الفئران.
وقال: "ويمكن أن يكون هذا على جانب كبير من الأهمية لأن مرضى السرطان يخسرون كثيرا من الوزن عند نهاية حياتهم حتى وإن واصلوا تناول نفس الكميات من الطعام." وقال: "ويعتقد على العموم أن الخسارة في الوزن تسرع من تقدم السرطان وبالتالي الموت".
واظهر بحث نشرت نتائجه مؤخرا ارتفاع عدد الوفيات بالتهاب الكبد ببريطانيا في السنوات السبع الماضية بسبب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
واوضح البحث الذي نشرته مجلة (بريتش ميديكال جورنال) الصحية أن الرجال الذين ينحدرون من أصول آسيوية يأتون في صدارة قائمة الوفيات مشيرا إلى أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب مرض التهاب الكبد تضاعف من ستة أشخاص من بين 100000 شخص في عام 1993 إلى 7ر12 شخص من بين 100000 شخص في عام 2000.
وبين البحث أن هناك زيادة مطردة في عدد الأشخاص المصابين بمرض التهاب الكبد بسبب إفراطهم في تناول المشروبات الكحولية. وذكر انه في عام 1993 كانت هناك ثلاث حالات أما في عام 2000 فقد ازدادت إلى ثماني حالات.
كذلك أكدت ثلاث دراسات منفصلة نشرت خلال الأسبوع الماضي وجود رابط بين تناول المشروبات الكحولية وكل من سرطان الأمعاء وعطب الدماغ ومرض النقرس.
ففي إحدى هذه الدراسات التي أجراها المعهد الوطني السويدي لدراسات الطب البيئي والتي أجريت على 500 ألف شخص، ثبت أن الأفراد الذين يتناولون أكثر من 30 غراما من الكحول يوميا يعرضون أنفسهم للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ومن ناحية أخرى توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو إلى أن الإفراط في شرب الكحوليات يؤدي إلى إحداث عطب بالدماغ يماثل ذلك الموجود لدى المرضى المدمنين على الكحوليات.
واستخدم الدكتور ديتر ميرهوف الذي قاد فريق البحث، تقنية الرنين المغناطيسي لفحص أدمغة 46 شخصا ممن يفرطون في الشراب، وكذلك 52 شخصا من الذين لا يفرطون فيه. وثبت من خلال هذه الاختبارات أن الأشخاص المفرطين يعانون -تقريبا- من نفس مستوى عطب الدماغ الذي يعاني منه المدمنون عليها.
كما نشرت مجلة لانسيت البريطانية في عددها الأخير دراسة تقول إن تناول الكحوليات يرفع من احتمالات الإصابة بمرض النقرس.
وأثبتت الدراسة أن احتمال تعرض الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية لمرض النقرس يزيد على ثلاثة أمثاله لدى هؤلاء الذين لا يتناولونها.
ورغم هذه المخاطر التي يسببها تناول الكحوليات فإن إعلانات المشروبات الكحولية في تزايد، كما أشارت دراسة نشرها مؤخرا "مركز متابعة تسويق الكحوليات وأثره على الشباب" التابع لجامعة جورج تاون بواشنطن.
دراسة: شرب الكحول يتلف عضلات الجسم
حذر أطباء مختصون من أن الإفراط في شرب الكحول ولمدة زمنية طويلة لا يضر بالدماغ والكبد وحسب, بل يتلف عضلات الجسم ويضعف الأرجل أيضا.
وأوضح هؤلاء في دراسة نشرتها مجلة الكيميائي الحيوي المتخصصة, أن الاعتلال العضلي الكحولي أو تلف العضلات, هو أكثر أنواع الأمراض الشائعة في الدول الغربية بسبب تناول الكحول.
وأشار الأطباء إلى أن الاعتلال العضلي الكحولي هو جزء من مراحل المرض التي تؤثر على الجسم بكامله, ابتداء من عضلة القلب وحتى العضلات الملساء في القناة الهضمية, محذرين من أن تلف العضلة القلبية يؤدي إلى اختلال وظيفتها. كما أن تأثر عضلات المعدة والأمعاء يسبب ظهور مشكلات مرضية في عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
وأوضح الباحثون أن الكحول يدمر العضلات بطرق مختلفة كإبطاء تشكل البروتينات العضلية, وإحداث تغيرات في عملية تنظيم الكالسيوم, وإنتاج الجزيئات المتلفة للخلايا التي تعرف بالشوارد الأوكسجينية الحرة
(سلطان الغرام).