نستلقي في أسرتنا .. نقلب الطرف في أطراف السديم الأسود المترامي .. نبحر في ظلمته ، ثم يرتد إلينا البصر وهو حسير .. كسير .. لا أدري بالضبط . تلك الأكوام من الدراسات النفسية والإجتماعية التي واكبت ثورة الإنترنت ، ذلك الفضاء الأسود .. ركزت بمعظمها على تتبع نفسيات ومنطلقات و دوافع مستخدمي الإنترنت .. أو ما صار يعرف بمجتمع الإنترنت ، وكلها دراسات متضاربة متطرفة حينا .. رحيمة أحيانا . من نحن ؟! نكتب شعرا .. نكتب أقاصيص .. نرسل الإشارات والوجوه التعبيريه .. نناقش ..نتواصل .. نتعاطف .. نكره .. نحب .. نتقاتل .. نتصالح .. تصطدم أرواحنا الفضائية ببعضها البعض متأرجحة بين الرغبة والرهبة .. الإندفاع والإحجام ، إلا أننا نبقى أرواحا فضائية سديمية لا تعرف ما هو هدفها ولا إلى أين تسير بها القلوع المرسلة للريح والمفاجآت ... فقط ، وربما فقط وفقط .. فنحن نبني قصورا من الملح تحت وابل من المطر الغزير .. من نحن ؟! قالوا صعاليك الإنترنت .. قالوا معقدون ، مرضى ، نفساويون، فارغون ، تافهون ، حالمون ، هوائيون ، سديميون ، يائسون ، محبطون .. وقالوا أننا حيوانات إجتماعية غير مدجنة وجدت ضالتها في فضاء أسود مترامي الأطراف لا يعرف أحدنا الآخر إلا من خلال رائحة الحرف وعبق المعاني التي تتراوح بين الجد والهزل .. الصدق و الكذب .. والإدعاء أحيانا وغالبا .. من نحن ؟! إلى أين المسير ؟ هل أصبحنا حبيسوا تلك الأحرف الصماء التي ننثرها في بهيمية ذلك الليل الأسود ؟! هل نحن فعلا " سطور كتبت لكن بماء " ؟! أروح وأغدو .. بل نروح ونغدو ، نروح خماصا .. ونغدو - والله أعلم - أيضا خماصا لا نلوي على شئ .. فقط ، وفقط فقط .. قصور من رمال .. سطور كتبت .. لكن بماء .
(سلطان الغرام).